03/02/2018 - 08:30:38 pm
يوميات رجل مهم ( حلقه 5 ) .... !!! بقلم : عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه

يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة الخامسه من يوميات رجل مهم .
ها هي ابتسامتها تضيء سماء الغرفة, من هول المشاعر التي تدفقت في قلبه، وكونه لم ينم يومين متتاليين واكثر، ومن الكم الهائل من الافكار التي واردت ذهنه، لم يستطع جسده تحمّل هذا كله، فأغمي عليه.
قفزت لارا مثلما قفز قلبها لكنها لم تستطع ان تنهض من سريرها ولم يكن بوسعها الا أن تبكي من هول ما رأت، حبّها الصادق ورفيق دربها يهوي أمامها ولم يكن بوسعها فعل أي شيء.
بعد قليل استفاق عمار بعدما تلقى الاعلاج، واول ما نطق لسانه حين استفاق هو "لارا؟!"، فاجابت لارا بصوتها الناعم الشجي: "أنا هنا يا حبيبي!"
لقد وضعوا له سريرا بجانبها حسب طلبها، لكي تبقى جانبه وحين يستفيق لن تقع عيناه الا عليها اولا.
نظر عمار إليها واذا بها تبكي، تساءل: "لِمَ تبكين يا حبيبتي، فأنت بخير وها انذا ايضا بخير!!"
الا ان بكاء لارا ازداد وازدادت حرقته، " تعالي الى جانبي" قال عمار، فازداد بكاء لارا واشتد قلق عمّار.
"لم أعد استطيع المشي يا عمّار، لقد أصبت بالشلل". قالتها وهي تغطي وجهها بكفيها، لا تستطيع النظر حتى اليه.
صمت عمار، لم يعرف ما يقول في هذا الوضع، رغم انه خبير بمواساة مرضاه، لكن هذه المرة لم يجد كلاما يواسي فيه أقرب الناس اليه في هذه الغربة، بل اسودت الدنيا في عينيه، ولم يعد يقوى على التفكير بشكل منطقي. لكنه قاوم دمعته التي كانت تتصارع واياه وعلقت داخل عينه وسرعان ما مسحها بسرعة، ونهض من على سريره متجها نحو لارا، امسك يدها وطبع قبلة على جبينها ثم احتضنها قائلا: " سنتخطى معا هذه المحنة، لن اتركك ابدا، أعدك بانك ستستعيدين القدرة على المشي، سنفعلها معا".
بكت لارا أكثر وأكثر، وضغطت بكلتا يديها على حضن عمار شاكرة له كلامه كأنها تخاف إن افلتت هي سيختفي هو من حياتها ولن يعود. لكنه عاد وطمأنها ووعدها بأنه لن يتركها ابدا. وطلب منها ان ترتاح الان وسيعود ليراها غدا في وردية عمله صباحا.
عاد عمار الى بيته ونسي انه قد وعد امه انه سيعود الى البلاد، لن يتخلى عن لارا، فهذه المحنة كشفت له مدى حبه لها وانه لا يستطيع العيش دونها، سيقع هذا الخبر كالصاعقة على امه ولن تحتمل الاخيرة هذه الصدمة.
لكنه تربى على ان لا يترك صديقا في محنة ويدير له ظهره، فما بالكم بانسانة يكنّ لها كل الحب الذي جمعته الدنيا من قلوب البشر ووضعته في قلب عمار؟!
نزل عمار من سيارته متجها نحو منزله، الا ان شيئا ما لفت نظره واستوقفه، فقرر ان يتجه الى منزله بعد ان يلقي نظرة عليه، وهكذا كان.
ارتاح عمار ولم يدر كيف مرت ليلته هذه وهو متشوق لحلول الصباح لينفذ ما خطط خلال هذه الدقائق القليلة من نزوله من سيارته حتى صعوده الى شقته.
غرق عمار في نوم عميق واستفاق على هاتفه الذي ظهر عليه رقم بيت والديه، الا انه في هذه المره لم يجب، نهض من سريره ولم يرتشف حتى قهوته التي اعتاد احتساءها كل صباح.
دخل الحمام، حلق لحيته مبقيا منها القليل كما تحبها لارا، رش من عطرها الذي اهدته اياه في ذكرى ميلاده، ثم خرج الى الغرفة ليرتدي اجمل ملابسه التي اختارتها لارا بنفسها قبل اسبوع. حمل مفاتيح سيارته وخرج متجها الى المستشفى.
كان فرحا يغني طوال الطريق، "ستفرح لارا كثيرا حين تشم رائحة عطري، وسيدب الامل في قلبها حين تراني، هيا ايتها السيارة اللعينة طيري بي اليها".
وصل عمار الى المستشفى، نزل من سيارته متجها نحو القسم الذي نقلت اليه لارا، دخل غرفتها وقد كانت نائمة، اقترب منها، نظر اليها طويلا وهو يبتسم، طبع على شفتيها قبلة طويلة استفاقت من لذّتها ودفئها، "عمار؟!" قالت، نظر عمار اليها، ابتعد قليلا وضع يده في جيبه واخرجها مادّا اياها نحو لارا التي حدقت عيناها ولم تصدق ما تراه، وحينها قال عمار وفي عينه لمعت دمعة رقيقة: ...( يتبع..)
عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941