يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة الثانيه من يوميات رجل مهم  ..  

"ما هذا الذي أراه؟! لارا؟! أهذه أنت يا حبيبتي؟! يا إلٰهي، ما الذي حدث لك؟!"، قالها وانهار على ركبتيه باكيا ولم يقوى على الوقوف، اندهش الجميع ولم يفهموا ما الذي حل به. إلا انه استجمع قواه بعد أن سمع صفير جهاز تخطيط القلب الذي استقامت الخطوط فيه معلنتا انتهاء حياة طالما أَحْيَته، ولأول مرة كره الاستقامه وتمنى الانحناءات.

استعاد قواه فورا، فهو يحبّها ولا يتخيّل حياته دونها، أدرك فجأة مقدار حبّه لها، وهمّ يباشر عمله ولا يفكر سوى بإنقاذ تلك الجميلة التي اشعلت حياته أملا طوال الوقت.
مرّت ساعات على انتهاء العملية بنجاح، كان يتابعها عبر نافذة العناية المركزة من حين لآخر، يدعو الله ان يعيد إليها حيوتها من جديد.

كان طوال ساعات العمل يفكر فيها، في أيامهم معا، ويتساءل كيف انتهى بها الأمر هنا بعدما كانت قد أخبرته أنها في المطار دون أن تعطيه أي تفسير لفعلتها.
ورغم أنها بفعلتها سهّلت عليه إخبارها عن عودته لبلاده، إلا أن الفضول قتله ليعرف ما وراء هذا كلّه.
لم يعد هذا المره إلى بيته بعد انتهاء دوامه، لم يستطع ترك لارا وحيدة تصارع الخطر المحلّق فوقها والذي يهدّد حياتها، وأبى أن يعود ادراجه متجها لبيته رغم تعبه الشديد.

مرت ساعات وساعات ولا تزال لارا فاقدة الوعي، وفي تلك الاثناء ذهب لتفقد باقي ضحايا الحادث الأليم. لقد كانوا ثلاثه كما يذكر، لارا، فتاة وشاب، لم يفهم من يكونا وما علاقتهما بلارا، فهو يعرف جميع معارفها واصدقائها. 
لم يعر للامر اي اهتمام اخر، وذهب يتفقد حالتهما، فوجد الفتاة تعاني من بعض الكسور في يدها ورجلها، أما الشاب فقد كان محظوظا وأصيب ببعض الخدوش والكدمات، وقد كان يبدو عليه القلق الشديد جراء الحادث.
لقد غلبه فضوله وتوجه نحوه، وبادر بالتعريف عن نفسه:
"مرحبا، انا الدكتور عمار ..."، فقاطعه الشاب منفعلا: " انت من اجرى العملية للارا؟!" 
تعجب عمار لسؤال ذلك الشاب عن لارا بالذات، واخذ يتساءل بينه وبين نفسه: لم يسأل عنها؟ من اين يعرفها؟ ولِمَ لم يسأل عن تلك الفتاه الاخرى التي كانت برفقته هي ايضا؟ من يكون؟ ولم هو قلق بهذا القدر عليها؟
وسرعان ما أجاب عن سؤاله بسؤال: من أين تعرفها؟! وما علاقتك بها؟! من تكون؟!
ظهرت على وجه الشاب علامات الاستغراب من كل تلك الاسئلة التي لم يفهمها، بدلا من أن يطمئنه على حالتها.
فسأله عمار مره ثانية، ولكن هذه المره بدى عليه الغضب والالحاح. 

فقال الشاب: لارا تكون.....

(يتبع...)
 

عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه