29/01/2018 - 02:03:50 pm
يوميات رجل مهم ( حلقه 2) بقلم : عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة الثانيه من يوميات رجل مهم ..
"عمار...أنا في المطار!!...", وقبل أن تكمل كلامها قاطعها قائلا: "عمّ تتحدثين؟ أي مطار؟ هل جننت؟, الا انها لم تنطق سوى بضع كلمات: "أتمنى لك حياة سعيدة...لا اقوى على الاستمرار...وداعا!!" ثم انطلق ذلك الصوت المزعج معلنا انتهاء المكالمة...
وقف عمار متسمرا في مكانه بضع لحظات لا يدري ما يقول ولا كيف يتصرّف...ثلاث سنوات مرّت في مخيلته كفيلم قصير سريع المرور...بجميع أحداثه وتفاصيله الصغيرة منها قبل الكبيرة, وسالت من عينه دمعة رقيقة سرعان ما مسحها بطرف اصبعه, فرك عينيه جيدا كأنه يحاول ايقاظ نفسه من كابوس رهيب, الا انه لم يستيقظ الا على شعور رهيب من الحزن الممزوج بالغضب على تلك الجميلة التي سحرته عيناها الزرقاوان أول مرة راتها فيها عيناه, وأغرقته شفتاها الكرزيتان في بحر الحب من أول قبلة وطأتها شفتاه.
شعر فجأة كم يشتاق الى حضن والدته, الى كلامها المُطَمئن, الى قهوتها الصباحية التي كانت توقظه رائحتها القوية من نومه والممزوجة بصوتها الحنون. ودون ان يشعر, رفع سماعة الهاتف طالبا رقم بيت والديه, هاي هي كعادتها والدته ترد بلهفة لم تبرد طوال هذه السنين بل ازدادت مع كل اتصال على امل ان يكون هذا الاتصال يحمل اليها خبر عودته الى حضنها المشتاق.
علت أصوات الزغاريد من سماعة الهاتف, فهذه المره تحققت امانيها وقد اخبرها بانه يستعد بشوق للعودة الى احضانها واحضان القرية التي شهدت طفولته. وأغلق سماعة الهاتف وأفكاره تتعارك في راسه.
جهز عمار نفسه وهم للخروج الى مكان عمله – مستشفى شتوتجارت الألماني وهو واحده من أكبر مستشفيات ألمانيا – لقد عمل جاهدا طوال هذه السنين حتى استطاع اثبات نفسه كطبب جراح واستقبل في المستشفى أحر استقبال واشتهر اكثر واكثر بعد ان أجرى فيه احدى اكبر العمليات وأكثرها تعقيدا والتي نال بعدها الكثير الكثير من التقدير وانهالت عليه طلبات العمل في شتى المستشفيات المحلية والعالمية.
شرد بفكره وهو في طريقه الى العمل, كيف سيخبرهم؟ ماذا ستكون ردة فعلهم؟ هل يخبرهم بانها إجازة عمل أم عودة الى الوطن؟ وماذا عن لارا؟ اين هي؟ لم فعلت هذا؟
وهنا شعر بغصة في قلبه, فهو يحبها, انها اول حب في حياته, فقد كانت تلك الجميلة الحضن الدافيء له بعد ليلة عمل مرهقة, او خبر سيء يتلقاه, او حتى بعد مشاجراته مع امه بسبب موضوع الزواج...
لم يلبث الا ان وصل الى عمله...وهم بالنزول...دخل المستشفى مستبدلا ملابسه وإذ به يسمع صوت المكبر من قسم الاستقبال ينادي اسمه لجراحة طارئة...وهم مسرعا لتلبية النداء, كانت تلك 3 إصابات في حادث طرق, احداها فتاه ملطخ وجهها بالدماء الذي اخفى معالمه, وكانت هي الحالة الأخطر وبحاجة لعملية طارئة.
امرهم بارسالها فورا لغرفة العمليات وسبقهم ليجهز نفسه, دخل الغرفة وكانوا قد نظفوا وجهها من الدماء, ووضعوا عليها العديد من الانابيب ومن حولها المضخات , نظر اليها وهنا توقف هو متسمرا أمام وجهها الجميل لا يسعه النطق بكلمة واحدة, فاغرا فاه وترتجف يداه...
(يتبع...)
عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941