يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة الاولى من يوميات رجل مهم  ..  

استيقظ في صباح احد الأيام, وكعادته, وقبل أي شيء توجه إلى المطبخ ليسكب له فنجانا من القهوة ثم تفقد مدخل البيت بحثا عن الجريدة اليومية ليتصفح أحوال الشعب.

لقد مر على سكنه بعيدا عن اهله في الغربة سنين عديدة, وقد ألحت عليه والدته مرارا خاصة في الفترة الأخيرة ان يعود الى دياره ليتزوج, وانها "وضعت عينها" على بعض الفتيات اللواتي حتما ستعجبه احداهن.

أخذ يحتسي فنجان القهوة وهو غارق في التفكير في كلمات امه حاملا الجريدة ولا يرى منها سوى تلك الكلمات. وضعها جانبا وتوجه مسرعا نحو غرفته, وقف عند الباب وأخذ يتأمل تلك الجميلة التي تنام نصف عارية على سريره.

لقد عاشا معا 3 سنوات, سيكون فراقها صعبا عليه, الا انه لا بد من الاستقرار في بلدته عاجلا ام اجلا, ولن تقوى هذه على عيشة القرية وعاداتها.

نظر الى ساعته فاذا هي تدق السابعة والنصف فهرول مسرعا الى الحمام بعد ان ادرك انه قد تأخر على مرضاه في المستشفى الذي يعمل به طبيبا مختصا في قسم الجراحة.

وصل أخيرا الى المستشفى وبدأ عمله الذي يعشقه وتعب كثيرا طوال هذه السنين محتملا عناء الغربة ومرارها لينال لقب الطبيب الجراح الذي طالما حلم هو ووالده رحمه الله به, وذاع صيته عالميا بمهنيته واتقانه وحرفيته في أداء وظيفته الإنسانية.

مرت ساعات العمل ال 12 سريعا ولكنها خلفت في جسده تعبا شديدا لم يشعر به حتى لامس جسده السرير, لم يقوى حتى على الجلوس مع حبيبته لبضع دقائق.

ضاقت هي ذرعا بهذا الروتين الذي لا يتغير الا لبضع ساعات أحيانا, فقررت بينها وبين نفسها محادثته في الموضوع في صباح اليوم التالي علما انهما اتفقا ان يقضياه معا على الشاطئ بعيدا عن أجواء العمل المنهكة.

وفي صباح اليوم التالي, استيقظ كعادته وهم قاصدا الذهاب الى المطبخ لاحتساء فنجان القهوة الخاص به, الا انه تفاجأ بعدم وجود لارا إلى جانبه كعادتها.

بحث عنها في ارجاء البيت الا انه لم يجدها, هاتفها مرارا الا انها لم تجب, فبعث لها رسالة نصية يسألها عن مكان تواجدها وان تتصل به حالما ترى المكالمات والرسالة, لم يعر الامر الكثير من الاهتمام لانه اعتقد انها ذهبت لاقتناء بعض الأغراض استعدادا ليومهما معا, واخذ هو يحتسي قهوه وهو يفكر ويخطط كيف سيخبرها بأمر عودته الى بلاده نهائيا في الشهر المقبل.
وفجأة رن الهاتف, وإذ بها هي على الخط الثاني, وبصوت حزين قالت:...

(البقية تأتي)

عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه