27/01/2018 - 10:28:01 am
يوميات_زوجة_(حلقه 7 ) !!! بقلم : عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة السابعه من يوميات زوجه ..
"لم تحاولي يوما إصلاحي, لقد تركتني دائما افعل ما يحلو لي, لم تعاتبيني حين كنت أعود من عملي في ساعات الليل المتأخرة, كنت أتعمد نسيان أي يوم يخصك أو يخصنا لأرى ردة فعلك, غضبك, غيرتك, لكنك لم تفعلي.
ماذا كنت ستظنينني أفعل؟ لم تشعريني أنك تحبيني وكل ما كان يشغلك هو البيت, وتنظيف البيت, والأولاد, حتى حين كنت تتجملين في الصالونات, كنت تفعلين ذلك لأنك أردت الظهور بأجمل الصور أمام الناس لا أمام زوجك. لم تفكري يوما أن تغيريني لأنه كان مريحا لك أن أكون وأن لا أكون, أن أكون أبا لا ان أكون زوجا, متى خرجنا اخر مرة معا, وحدنا دون الأولاد؟ متى سهرنا في البيت معا على فنجان من القهوة بعد أن يناموا؟ متى تحدثنا عن حياتنا أو مستقبلنا أو تخطيطاتنا معا؟ ولم تعيري ابدا هذه المواضيع أي اهتمام, كنت تصمتين دائما, ولم تجرئي يوما على معارضة نمطي الحياتي هذا, إلى أن قرأت هذه الرسالة التي صدمتني كلماتها. لقد اضعنا 7 سنوات من عمرنا بعيدين كل البعد عن فهم احدنا الاخر وذلك بسبب شيء غبي يدعى الكبرياء, لقد منعنا كبرياؤنا من رؤية الحقيقة مخلفا وراءه غشاءً سميكا غطى قلوبنا وارواحنا حتى لا ندرك قدر حبنا الواحد للآخر.
وها نحن نقف اليوم أمام هذه الحقيقة المرة, ولكن الجميل في الامر اننا اكتشفناها قبل فوات الأوان, وأتمنى أن يكون تفكيرك بهذا الاتجاه أيضا."
نظرت اليه طويلا, وصمتت, لكن صمتها كان مختلفا هذه المرة, رائحته عطرة, ملمسه ناعم, معانيه عميقة, مليئة بعتاب لذيذ النكهة. ولكن هذه المرة لم يصبر ولم ينظر بعيدا بل نظر مباشرة الى عينيها وامسكها بكلتا يديه, وقال لها كم احبها طوال هذه السنين وكم ازداد حبه لها اليوم واحتضنها ما جعلها تنطق أخيرا وتعترف بحبها الشديد الصامت.
كثيرا ما تُفهم تصرفاتنا وتُفسر تفسيرا خاطئا, كثيرا ما نظن أن ما نقوله ونفعله مفهوم للاخرين, نظن ان الطرف الاخر يجب ان يفهمنا دون ان نبس بكلمة واحدة, نظن ان نظراتنا يجب ان تكون مفهومه باسم الحب.
لكن الحقيقة غير ذلك, تلك النظرات المفهومه دون أي كلمة, وتلك الأمور التي تُفهم "ع الطاير", وذلك الإحساس الذي يجب ان نحسه ونشعر به دون ان ينطق الاخر بكلمة, كل هذه الأمور ليس لها جود الا في أفلام الزمن الجميل الرومانسية, التي قد تكون احد أسباب مفاهيمنا الخاطئة عن الحب والزواج.
والحقيقة انك تحتاج الى العديد من سنين العشرة مع الطرف الاخر لكي تستطيع ان تفهمه قبل ان يكمل جملته او حتى لمجرد نظرة معينه رمقها بك. وليس ذلك تطورا لحاسة سادسة لديك, وانما هي تلك العشرة والاحتكاك المتكرر اللذان تشاهد من خلالهما جميع التصرفات والايماءات والكلمات الخاصة بكل موقف, وخلال هذه السنين تكون قد ذوتها وحفظتها عن ظهر قلب لذلك تستطيع حينها ان تخمن ماذا سيقول او كيف سيتصرف.
وأخيرا وهي النقطة الأهم, لا تدع تفسيراتك الخاطئه تبعدك عن الحقيقة. تأكد دائما من خلال سؤالك لشريك حياتك او أي شخص امامك عما اذا كنت قد فهمت ما أراد ان يوصله اليك. فكل كلمة ننطقها لها حدان, حد سلبي واخر إيجابي, وكل شخص منا من الممكن ان يستعمل احد هذان الطرفان او كلاهما, ولا يمكنك التنبؤ أي حد اختار حتى تتأكد منه بنفسك, فلا تظلموا من احببتم ومن احبكم, وكونوا عادلين في حكمك على اقوال الاخرين وتأكدوا دائما ان ما فهمتموه هو المقصود حتى لا تقعوا في الخطأ.
لهذه القصة معانٍ عديدة ورسالة لها العديد من البنود, من الممكن ان تاخذوا منها المغزى الذي يلائمكم لتشحنوا به حياتكم او تبدلوها به.
وأتمنى ان تكونوا قد اعتبرتم من خلال سردي لكم إياها.
عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
ألقاكم في سلسة حلقات جديدة بعنوان يوميات رجل مهم
تابعوني ....
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941