يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة السادسه من يوميات زوجه ..  

"حبيبي, حان وقت الكلام, الذي طال صمته, حان وقت العتاب, فلا يعاتب الا الحبيب الذي لا يقوى على الفراق, الحبيب المجروح, وانا مجروحة, منك, من تصرفاتك, ولا بد أنك مجروح مني أيضا فكلانا بشر .

حان الوقت لأن نعترف أننا نعيش أمام الناس كزوجين لكن في الحقيقة لسنا كذلك, كأي اثنين متزوجين , نعيش معا بأجسامنا فقط, لكن أرواحنا متفرقة, قبل الزواج حلمنا معا حلما جميلا, لكنه لا يمت للواقع بصلة, حلمت معك ببيت مليء بالحب والحنان والسعادة, حلمت أن أكون حبيبة, زوجة, صديقة, أم, أخت, عشيقة, ابنة, ولكن لم يتحقق منها غير الأمومة.

كل هذا لا يعني أني أحلم بحياة تخلو من المشاكل, لأنها حتما ستكون مملة, ولكن لم أحلم أيضا بحياة زوجية كل شيء فيها يشبه الآخر, لا أنكر أنك لم تقصّر في واجبات البيت ولم تحرم الأطفال من أي شيء طلبوه, لا أنكر أن انشغالك بالعمل هدفه أن لا ينقص البيت شيء وأن لا نحتاج يوما لأحد, وأن تلبي جميع الاحتياجات لكنك نسيت أن لنا, أنا وأنت, أيضا احتياجات, لن نستطيع اشباعها كل واحد بمفرده, وهنالك الكثير منها: أحتاج أن أشعر بالأمان في وجودك وفي غيابك, أحتاجك إلى جانبي في الأوقات الصعبة, أحتاج إلى من يشجعني ويسندني وقت الشدة, أحتاج إلى من يقويني في ضعفي ومن يواسيني في أحزاني, أحتاج لقلب يشعر بنبضات قلبي, ولجسمي أيضا احتياجاته التي لا اقوى على طلبها, ولو طلبتها مرة فلن أطلبها ثانية, لأن الأنثى تشعر بأنوثتها حين تشعر برغبة الطرف الآخر لها, وحين تنعدم الرغبة ينعدم الشعور بالأنوثة, وأنا بدوري أريد أن أشعر أنني مطلوبة ومرغوبة, أريد أن أشعر ثانيةً بأنني أنثى.

لقد تغيرتُ مع مرور السنين, وتغيرت شخصيتي, وأن لا تعلم من هي أنا الجديدة, أنت لا تعرفها وكم أتمنى أن أعرفك عليها, لربما يزداد إعجابك بها, أنا لا أنكر صفاتك الجميلة, كرمك طيبة قلبك, وتلبي لنا جميع رغباتنا لكنني أشعر أنني كمن طلب من العصائر البرتقال وأحضروا له طبقا من اللحم, طلبت أن أروي عطشي بالبرتقال ولكنني لا أستطيع فعل ذلك مع قطع اللحم تلك. 
لا أطلب المجوهرات, ولا السفر ثلاث مرات في السنة, ولا أطلب المال الوفير, انني وبكل بساطة أطلب منك الاهتمام بي, فحين تفعل ذلك وحينها فقط, فسوف تفهمني, وتفهم شخصيتي, وتصرفاتي, وتتقبلني بكل ما أنا عليه, فأنا لا أنكر أنني أحمل الأخطاء ولا بد أنني اقترفتها لمرات عدة, فأنا بالنهاية بشر. لا أريد أن استيقظ يوما ما على عدم تواجدك معي في حياتي رغم أنه يجمعنا بيت واحد."

حينها, أنهت هي حديثها ولم تلحظ وجود الرسالة التي كتبتها بين يديه, لا زالت قبضته ملتفةً حولها تخنقها, وإذ به ينظر إليها تارة وإلى قبضته تارة أخرى, وفجأة هوت على الأرض متخلصةً من قبضته تلك, والتفت إليها قائلا:...

(البقية تأتي)

عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه