25/01/2018 - 08:29:09 am
يوميات زوجة ( حلقه 5 ) ... !!! بقلم : عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي . واليوم نقدم لكم الحلقة الخامسه من يوميات زوجه ..
" أبهذه السهولة تتخلين عني ؟, ألم تسألي نفسك يوما لماذا أعمل لساعات طويلة ؟, لماذا أغيب كل هذا الوقت ؟ , ألم تتساءلي يوما ما عن سبب هذا الجفاء ؟ فكري ولو قليلا , غوصي في أعماق الذكريات ولا بد من أنك ستكتشفين السبب . " قالها بصوت يملؤُه الحزن الممزوج بالعتاب, كأنه يطلب منها أن تبحث عن سبب يخصها هي , كأنه يعاتبها على صمتها , صبرها , رضاها بما قسمه الله لها , كأنه يلومها على الأمل الذي كان يدفعها للانتظار .
ها هي تقف أمام دموعه التي يحبسها خلف كرامته التي لن تقبل أن تفك أسرها. تقف لأول مرة تدافع فيها عن نفسها , تسمح لكبرياء الأنثى ألتي نسيتها منذ سنين أن تصرخ في وجه عنفوانه, وتلومه هو على جرأته في محاولته أن يلومها على تلك السنين وأن يضع عليها كل اللوم وينسى نفسه. كيف استطاع أن يرمي عليها كل المسؤولية فيما وصلت إليه علاقتهما.
لكنه أبى أن يلام وأن يعاتب, وأصر على أن يضع عليها اللوم ويحملها كل المسؤولية, وبدأت الضربات المتبادلة بينهما معلنين الحرب على بعضهما, كلٌّ يرمي الآخر بسهام الاتهامات السامه الجارحة التي تتعمد أن تصيب دون أن تقتل, فتلك أشد قسوة من الأخيرة . صرخا وصرخا, تبادلا التهم, تبادلا السكاكين الجارحة, نسيا وجود طفلين يغرقان في دموعهما يصرخان لأحد أن ينتشلهما وما من مغيث.
وفجأة, سقطت هي على الأرض, وتركها هو ملتقطا مفاتيح سيارته متجها نحو الباب, وهدأ المنزل على مسمع طرق الباب الذي أغلقه بقوة غضبه.
تمالكت نفسها وجمعت قواها واحتضنت الطفلين اللذين ملأهما الخوف والحيرة والهدوء من بعد عاصفة الدموع تلك. وبعد أن هدأت من روعهما, أعدت لهم طعام العشاء, وأخلدتهم للنوم بصعوبة.
واستلقت بجانب ابنتها, على سريرها, وأخذت تستعيد كل كلمة قالها في ساعة الغضب تلك...
أما هو, فأخذ يدور في أرجاء المدينة يستعيد هو الآخر كل حرف رمته به صارخةً...
وراح كل واحد منهما يبحث بين الكلمات والحروف عن مخرج له, لكنهما وصلا في النهاية إلى ذات المكان الذي بدءا فيه, ونامت هي تحت تأثير صداع أحدثته دموعها وكثرة التفكير, وعاد هو إلى المنزل, يملؤه حزن شديد وغضب أشد, ودخل ليطمئن على اطفاله, فتح باب غرفتهم ووقف ينظر إليهم طويلا حتى غلبه البكاء الشديد الذي حبسه كل تلك الساعات التي مرت كأنها سنين, وخرج بسرعة لئلا يوقظها فترى دموعه.
وبينما هو يحاول تمالك نفسه وسط شلال من الدموع, سمع صوتا عذبا يهمس في أذنه...
(البقية تأتي)
عزه يحيى زعبي / كفر قرع / معالجه اسريه وزوجيه
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941