يسعدنا ان ننشر لزوار موقع القرية نت حلقات مشوقه تكتبها المعالجه الاسريه والزوجيه عزه يحيى زعبي .

واليوم نقدم لكم الحلقة الثالثه من يوميات زوجه .. 

 بقيت للحظات وهي تحدق بعينيها الدامعتين, تحاول ابتلاع الصدمة وكان هو قد أقفل الهاتف بعد أن أخبرها أنه طرأ أمر مهم في العمل ما اضطره للتأخر, وألا ينتظروه على مائدة الغداء.

لم يأبه حتى بأن يسألها كيف حالها, كيف كان يومها ولا حتى بدى عليه أي علامة من علامات اللهفة لرؤيتها في هذه المناسبة التي لم يتذكرها للمرة السابعة, ويبدو أنه لن يتذكرها أبدا.


أجهشت في البكاء, ونظرت بعينيها الحمراوين إلى مائدتها الجميلة المليئة بالشموع, أطفأتها شمعة شمعة, بعدد سنين حبها له, ولكن هذه المرة لم تنطفئ وحدها بل انطفأ معها حب عاش في داخلها كل هذه السنين لقلب لم يرها أبدا انثاه.


دخلت غرفة المكتب الذي شهد سنينا من الهجران, حملت قلما والتقطت ورقة من على الطاولة وبدأت تسرد قصتها معه منذ اليوم الأول لهما معا وحتى هذه اللحظة المشبعة بخيبة الأمل. 


"زوجي العزيز " تحية لعقلك النائم وقلبك الغائب وجسدك الحاضر .. أهنئك, فاليوم يصادف ذكرى سبع سنين على هجرانك, سبع سنين من مكافحتك لحبي وإعلانك لهجرانه. سبع سنين مرت على بصيص من الأمل كنت ألمحه دائما في آخر النفق, بعيدا عني, يبتعد أكثر في كل خطوة خطتها قدماي. 

سبع من السنين مرت على قلب ملأته بطعنات من السكاكين والخناجر, سبع سنين عجاف, لا اهتمام, لا حب, لا وجود, لا مشاعر, سبع سنين مجردة من كل إنسانية خلقت في هذا الوجود, خالية ن الذكريات, مليئة بالنسيان.

واليوم, انطفأت شعلة الأمل التي كانت في آخر نفق الحرمان, وما كانت سوى شعلة من الأوهام التي بنيتها مع أحلامي الوردية معك...ولكنك كنت فيها مختلفا, مليئا بالحياة مفعما بالمحبة تغرقني بالمشاعر الجميلة والحب الصادق الذي لم تبخل علي به في أحلامي تلك, ولكنها مجرد أحلام, لا بل أوهام..."

بقيت تكتب لساعات, لم تنتبه حتى لمرورها, وفجأة إذ بجرس البيت يُقرع, من يكون يا ترى؟

مسحت دموعها, توجهت نحو الباب, فتحته, وتسمر جسدها أمام ما رأت... (البقية تأتي)

عزه يحيى زعبي / كفر قرع 
معالجيه اسريه وزوجيه