13/07/2019 - 04:17:55 pm
الإستراتيجيه الخفيه فى الحرب الكلاميه بين أميركا وإيران ج1 ... !!! بقلم : على بركات
لكل عمل سياسى ميكانزمات تتفق وضخامة المشروع الإستراتيجى لكل دوله مركزيه ، تمتلك معه قوه مماثله لإدارة مشروعها داخل وخارج حدودها ، والقوه المشار إليها هنا ، العسكريه والاقتصاديه ، وبالطبع القدره على اتخاذ القرار الذاتى ، ليس هذا فحسب ، بل التفوق على الذات بإمكانية فرض القرار إقليمياً ودولياً ، وكما ان العمل العسكرى أحد دورات العمل السياسى ، فإن التحضير الإعلامى المشوب بضبابيه المعلومات يُعد المرادف للعمل العسكرى سواء تحقق أم لم يتحقق على الارض كما هى الحاله بين أميركا وإيران .
ويجدر بنا أن نشير هنا فيما يتعلق ( بالصراع الإعلامى ) الراهن بين اميركا وإيران ، ان إستراتيجيات الحروب لا تُعلَن ولايشار إليها ضِمناً ولاتُستنّبط من جدليات المُنظّرين والمحللين السياسيين المُعلَّبين ، بل بمعرفة العقل السياسى الأميركى التاريخى والعلاقات بينها وبين دول مركزيه اخرى ، ومؤشرات الصعود التى تقترب من التكافؤ للمغالبه أو المشاركه فى الهيمنه على مايمكن تسميته ( بجغرافية الخامات ) ، وهذا هو كُنه ( الصراع الإعلامى ) المُكرر بين الولايات المتحده الاميركيه والجمهوريه الإيرانيه ، أو إذا جاز لنا القول بين ساكنى البيت الابيض سواء ديموقراطى أو جمهورى وولاية الفقيه فى طهران وقُم منذ سبعينيات القرن الماضى.!
كما أسلفنا ان إستراتيجيات الحروب لاتُعلن ، ونُضيف ، القدره على خوض الحرب غالباً تُعنى التراجع عن خوضها ، إلا فى حدود التهور والعَماله ... وإقحام ( تركيا ) فى الحرب العالميه الاولى مثال جَلي لمن يقرأ التاريخ ويستوعبه ، ومن هذا المنظور كان وقوع حرب بين كوريا الشماليه والولايات المتحده أمر شبه مستحيل ، إرتقى فقط إلى مشاحنات كلاميه أعلاميه ، ذلك ، لإمتلاك كلا البلدين التقنيه العسكريه لخوض الحرب .!
كنا قد أشرنا فى مقال سابق نُشر فى غير جريده ان أميركا وإيران حلفاء وليسا بأعداء ، فدور إيران دور وظيفى ، وبنظره أكثر تركيزاً تستنتج انها اليد اليسرى التى تتكافئ فى الوضع مع اليد اليمنى فى الجسم الواحد ، إذا إعتبرنا الكيان الإسرائيلى اليد اليمنى للغرب عامه ولأميركا بشكلٍ خاص ، منذ بروز نجم أميركا بُعيد الحرب العالميه الثانيه ، وقفول نجم بريطانيا العظمى .
وبمقارنه موضوعيه بين إيران و( الكيان الإسرائيلى ) كَمكَون ، نجد وجه التطابق بينهما ، فإيران وسط العرب فارسية اللسان ،( الكيان الإسرائيلى ) عبرى اللسان ، تنطلق إيران فى سياستها الخارجيه من أرضيه دينيه مذهبيه ( ولاية الفقيه ) ، تتحرك ( إسرائيل ) من منطَلق دينى عقائدى فى سياستها الخارجيه منذ قيامها ، لدى إيران مشروع تَوسُعى فى المنطقه ( بصرف النظر عن قدىتها فى تحقيقه ) ينبنى على أُسس تتوارثها الحكومات المتعاقبه فى طهران لخصتها مذكرة ( مقولات فى الإستراتيجيه الوطنيه ) لمحمد جواد لارجانى ذَكرناها بشئ من التفصيل فى مقاله لنا بعنوان ( أميركا وإيران حلفاء أم أعداء ) ، ( الكيان الإسرائيلى ) يمتلك مشروع توسُعى فى المنطقه وفق أُوطر محدده سلفاً يشارك فى تحقيقها كل المتعاقبين على الكنيست بشتى مشاربهم ( المُعلَنه ) لان المحرك الأوليِ فى الحاله الإسرائيليه ( الحاخامات ) ، وفى الإيرانيه ( ولاية الفقيه ) ، كلاهما تستعمله الولايات المتحده الاميركيه لإرباك المنطقه وتعزيز مبدأ الهيمنه الأميركى ، مع فارق طفيف ، كالتعامل الإعلامى الغربى والأميركى مع كلاهما ، وفارق التعامل الإعلامى لكلاهما ( إسرائيل وإيران ) مع شعوب المنطقه العربيه .!
وبالعوده للقضيه الرئيسيه المطروحه للتناول فى مقالتنا ، يتوجب علينا فقط طرح المُنتج الإعلامى بل وتفسيراته لما حدث من تفجيرات ميناء الفُجَيره ، الذى لم يترك أثر خلفه لتتسع هوة التأويلات ، لأخذ الجميع إلى من منطقه بعيده عن المرمى الإستراتيجى التى تسعى إليه الولايات المتحده الأميركيه كقوه إقليميه وحيده فى منطقة الخليج العربى .!
فى الجزء الثانى نتعرض لحقيقة الوضع ، والبريكس ( البرازيل روسيا الهند الصين وجنوب أفريقيا ) ، وحاجة الولايات المتحده للتخلص من نفايات الاسلحه المكدسه فى مخازنها ، ومُخرجات اخرى
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941