بعيون دامعة وقلوب يعتصرها الألم والحزن ، تلقّت أسرة الثانوية الشاملة نبأ وفاة الاستاذ والمربي الفاضل صدقي عودة " أبو عمر " ظهيرة اليوم الأحد ، بعد صراع مرير مع المرض منذ أربعة أشهر قضى الأستاذ صدقي - رحمه الله- جلّ حياته العريضة في مهنة التدريس ،

والتي اعتبرها رسالة مقدسة للأجيال الواعدة ، وقد أقبل عليها بتفانٍ واخلاص دونما تافّف أو تضجّر أو تبرّم . كان يُكنُّ الاحترام والتقدير للكبير والصغير ، كان بشوشاً ودودًا ضحّاك السنّ بسّام المحيّا . كان خفيف الظلّ حسن المعشر ، أحبّه الجميع فنال احترام كل الكوادر العاملة في المدرسة الشاملة .

       كان الأستاذ صدقي شمعة تحترق لتضيئ دروب الآخرين . والأهم من كل ذلك أنّه واجه مرضه ، الذي غزا جسده فجأة بكل ّ صمود وإصرار وتحدٍّ دونما استسلام ، وكانت شفتاه تتحركان دائما بالحمدلة والحوقلة والرضا التام بقضاء الله سبحانه وتعالى.      

 صحيح أنّ الموت آتٍ لا محالة ، وكل نفس ذائقة الموت عاجلا أم آجلا ، ولكنّ موت الاستاذ صدقي الذي اعتبره الجميع في الأسرة الشاملة الأب الروحي والنبراس الوضّاء في هذا الصرح التعليمي ، كان موته خسارة فادحة تنمُّ عن عمق الفاجعة للجميع .          

نحن بدورنا في في المدرسة الشاملة ، نقبل بقضاء الله وقدره ، ونعزّي انفسنا أولا وعائلة الفقيد ثانيا سائلين المولى - عزّ وجلّ - أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته ويُلهم ذويه الصبر والسلوان من بعده ، وإنّا لله وإنّا إليه راجعون . فباسمي وباسم جميع الزملاء في المدرسة الثانوية الشاملة وعلى رأسهم مدير المدرسة الاستاذ اياد عامر أقول لك يا أبا عمر ما قاله الشاعر :          " عليك سلام الله مني تحية     ومن كل غيث صادق البرق والرعد".    

               وداعا أبا عمر وداعا أبا عمر !!!