05/06/2020 - 11:07:44 am
الكورونا شرّ أم خير ؟! بقلم الاستاذ محمود صرصور.
منذ شهرين ويزيد، والعالم قاطبة يعيش حالة من الفزع والهلع والجزع، بسبب اجتياح مرض الكورونا كل بقاع الارض ، بحيث أصبح جائحة عالمية لا وباءً أصاب أرضاً هنا أو هناك.
لعلّ البعض منّا لا يروق له أن يسمع ما يُكتب أو يُقال عن هذه الجائحة ، التي باتت كالنار في الهشيم. كيف لا؟! وهم عاشوا منذ الحرب العالمية الثانية في الاربعينيات من القرن المنصرم عيشاً وادعاً ورخاء في شتّى مناحي الحياة.
نحن جيل ألفنا الراحة من أوسع أبوابها، مال وفير ، بيوت أشبه بالقصور، سيارات فارهة لا تُعدّ ولا تحصى، أعراس تغصّ بالمدعوّين ليس فقط أيام الجمعة أو السبت ، كما كان في زمن الآباء والاجداد ولفترات متباعدة ، حيث كانت الأعراس ذوي مذاق خاص.
هذه الجائحة الربّانية أقضّت مضجع البشرية جمعاء . فأكثر الدول رقيّاً وتقدّما وقفت عاجزة عن مواجهة هذا الوباء اقتصاديا واجتماعيا. فهي عاجزة عن كبح جماعه ، حتى وإن خبت نار الوباء في مكان ما ، أُوقِدت ناره من جديد ونُفخ فيها.
الاقتصاد منكمش لا بل متهشّم ، المرافق الاقتصادية شبه معطلة ، البطالة طالت كل بيت وضاقت الارزاق حتى بات الناس يسعَون اليها ، ولا يكادون يبلغون الكفاف.
والسؤال المطروح ، هل الكورونا شرّ أم خير ؟! نحن المسلمون والحمد لله نؤمن بالقضاء والقدر خيره وشرّه، وأنّ هذا الوباء الجارف هو جند من جنود الله" وما يعلم جنود ربك إلا هو" . الظاهر للعيان أنه شرّ ألمّ بنا ، ولكن أنا أرى أنّ فيه خيراً كثيرًا.
لا أحد يُنكر أنّ الموت آتٍ لا محالة، وإن تعدّدت أسبابه فكما قِبل قديما:
" من لم يمت بالسيف مات بغيره تعددت الاسباب والموت واحد". فهذا الوباء هو سبب يُضاف إلى أسباب الموت المتعددة.
فالحكمة الالهية أرادت بنا الخير الكثير ، فقد دقّت لنا ناقوس الخطر ، بعد أن طغت فينا المعصية حتى النخاع إلا من رحم ربي. صحيح أنّ رحمة ربي وسعت كل شيء ، ولكن التمادي في المعصية يُخرجنا من نعيم رحمة الله إلى جحيم غضبه.
ومع ذلك ليس من الحكمة أن نُكثر من التأفّف والتضجّر والتبرّم ، وليس من الحكمة أن نُردّد ما يقوله البعض: أيّ بؤس هذا الذي صرنا إليه؟ ها نحن نكتوي بنار الوحدة والحجر والعزل وتقييد السلوكيات.
أنا لا أريد أن أبثّ الفزع والهلع والجزع في النفوس ، ولكن ربما الايام القادمة حُبلى بالاحداث ، فاللهَ نسأل أن يلطف بنا جميعًا ، مع الاخذ بكل الاسباب ، مراعين بذلك التوصيات والتوجيهات لسلامتنا في بيوتنا وشوارعنا والأهم من كل ذلك في مدارسنا . فأبناؤنا الطلبة فلذات أكبادنا، ولنحافظ عليهم حفاظنا على نور أعيننا. علينا جميعًا بالدعاء بنيّة صادقة آملين استجابة الدعاء من هذا الوباء العابر للقارات
الكتابات والمواضيع المنشورة في الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع وانما تعبر عن رأي كاتبها والمسؤولية القانونية يتحملها الكاتب . للتواصل مع موقع القرية نت . عنوان بريدinfo@alqaria.net / هاتف رقم:0507224941